الفصل الأول: موقع الفكر في منهج الأستاذ كولن
فهرس المقال
- الفصل الأول: موقع الفكر في منهج الأستاذ كولن
- في أبستمولوجيا الفكر الحركي
- الفكر الإيماني
- الفلسفة الفكرية لدى كُولن
- الدين ومخاطر الوقوع في الفكر الدوغْمائي
- بين الدين والأيديولوجية
- مقومات فكر كولن
- التراث الإسلامي وأصالة الاقتراب العقلي
- قراءة في فكر كولن
- فكر الآلية، وفكر التمرس
- مكانة الفكر في رؤية كولن
- الأهداف والغايات التي سدد نحوها كولن
- الإرث القدسي المتوارث
- كولن وحديثه عن أمة القرآن
- جميع الصفحات
كولن وحديثه عن أمة القرآن
ومن الترفيعات التي خص الله بها الأمة المسلمة أنْ جعلها أمة القرآن، حيث كان لها في هذا الكتاب القدسي المحفوظ أعظم حاضن، وأفقه مربٍّ، وأزكى موجِّه.. من هنا لبثت الدعوة إلى الاستفاقة تراهن لتحقيق النجح في كل عصر على تعاليم القرآن، وطفقت التجارب والجولات والتمحيصات تتكلّل بالنصر كلما كانت آصرة الاستناد على القرآن قوية، والرابطة معه مستحكمة.
ولعل الشمولية التي لبثت الأجيال تشهد بها للقرآن العظيم، (والتي هي أحد أبرز وجوه إعجازه)، تكمن في هذا التحفيز البيداغوجي الجلي الذي تمارسه مخاطباته على القارئ المسلم، دفعًا له للتّأمل والتفكير وبناء العقل الاستقرائي المحلل للظواهر، والمتفحّص للقوانين.
فمن مفاتيح المتن القرآني المتواترة التي راوحت سياقاتُها بين التنبيه والحضّ والتعريض والتقريع، قوله تعالى: (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)(الأَنْعَام:32)، (لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(الأَنْعَام:152)، (أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ)(الأَنْعَام:50)، (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)(يُوسُف:109)، إلى آخر ما هنالك من مواقف تخاطب العقل وتعلي منْزلة الفكر وتنوّه بالتفكير.. من هنا كانت الأمّة المسلمة أمة مفكرة بالقوة، ولولا ما عرض لها من عوامل الجهل والتفريط والحيدة عن جوهر القرآن وفهْمه حقّ الفهم، لظلّت أمّة الفكر والتفكير بالفعل والصدق.
في هذا الصدد يقول الأستاذ كولن: "التفكر دم الحياة الإسلامية"[43]، وإذا "انعدم التفكير، أظلم القلبُ واضطربت الروح، وتحولت الحياة الإسلامية إلى موات هامد"[44].
والتفكير في شرعة الإسلام عبادة، لأن الإسلام جعل التأمّل في الأكوان واستقراء الظواهر وفهْم الطبيعة، سبيلاً إلى ترسيخ الإيمان، ومنهاجا لاستنْزال بركة اليقين، "التفكر (الإيماني في الكون) يكون موضع واردات ذات بركة"[45].
لقد لقّن الإسلام مبادئ العقيدة، فأنزل سور التوحيد، وكرّر آيات الوحدانية (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(الإِخْلاَص:1)، (اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(البَقَرَة:255).. ثم أوجب على المؤمن أن يستقرئ معالم الوحدانية والتوحيد في مظاهر الطبيعة ومجالي الكون من حوله، فكان من ثمة هناك "تفكير ينتهي إلى الله، وتفكير يبدأ به عز وجل"[46]، وفي الحالين، يكون الفرد المتفكر على موعد مع التوفيقات، كالأرض تزدهر وتخرج ما في بطنها، سواء أأبكرها الغيث أم جاءها مُعْقِبًا.
ولا ريب أن أهل البصيرة الإيمانية يلمسون بكل يسر الروح التنويرية التي تجسدت فيها تعاليم القرآن، والكيفية المنطقية التي عرضت بها تسديداته، يقول الأستاذ كولن: "إن الذين يعملون في ساحة العلم والعرفان والحكمة، يطالعون هذا الكتاب العظيم بكل رغبة ولذّة، ويشهدون بأنه يشرح أسرار الوجود والأمور الدقيقة الموجودة في روح الطبيعة، ويضعها أمام أنظارهم"[47].
فالقرآن يُخرج الظواهر بمنهجه التوضيحي السهل، ويشرح المقاصد بالإيماء إلى ما بين العوالم الشاخصة والأخرى الخفية من صلة، ولا يقف عند ظاهر فيزيكيّتها، ويفتح أمام الذهن حقائق تنهدم بها أوهامٌ وطّدتها الدهور، ويقيم مكانها وَعْيًا جليًّا تتموضع به المعرفة الغيبية وتأخذ نصابها الصحيح، الأمر الذي يجعل منه (القرآن) مُعَلِّما للعقل، ومرشدا للروح، وملقنا لأساليب التفكير، "إن القرآن هو الذي يتناول كلّ جزء من أجزاء الوجود بعمق، فيوضّحها، ويشرح غاياتها ومحتوياتها وأسسها بشكل لا مجال فيه لأيّ تردّد أو شبهة"[48]. ذلك لأن القرآن "يتناول (..) الحياة القلبية والروحية والفكرية للإنسان، وينظمها، ويريه أسمى الغايات والأهداف، ثم يأخذ بيده ويوصله إلى هذه الأهداف"[49].
إن هذا التدرّج المنهجي الكشفي هو الامتياز التسديدي الذي خُص به القرآن، إذ إن شمولية تلقيناته لا تنتهي عند أفق المعرفة العينية أو الحدسية التي يتساوى الناس جميعا في استبانتها، إنما هو يمضي بالعقل إلى الحدّ الأولي، إذ يضعه وجهًا لوجه أمام المعرفة القدسية الماورائية، بترشيده إلى معرفة الفاعل الكلّي، أي الخالق رب السماوات والأرض، الأمر الذي يجعل الإنسان -بهذه المعرفة- يستعيد حرّيته وينْعتق من أوهامٍ ظلّت تقيّده وتجعله روحًا شريدا يتعبد الأشياء والظواهر.. فعندما يمضي القرآن -مثلا- في التنبيه إلى حقيقة منظومة المجرّات والكواكب (الشمس والقمر والنجوم)، ويؤكد وظيفتها التسخيرية، فإنه يلقن الإنسان حقيقتين ساميتين في الآن ذاته:
1-تأكيد شيْئيّة هذه الموجودات التي طالما عبدها الإنسان وأنزلها منْزلة القداسة.
2-التعريف بفيزيكيّتها، باعتبارها جزءًا من الكون، من خلال تحديد وظيفتها في الحياة وحفظ الطبيعة.
وفي هذا وذاك إيعاز بالإفضال التي أنعم بها على من أوجده، والمسؤولية التي أناطها به، وهي الإيمان بالله وتعمير الكون بالصالحات.
بمثل هذه الترشيدات التي لقّنها القرآن للناس، فتح الثغرة التي سرعان ما تزلزلت لها صروح من الجهالة والشرك والضلال، إذ أتاح للعقل البشري أن يهتك حجب الوهم والزيف، ويفتح عينيه على الحقيقة الموضوعية، وبذلك عبَد الناس الله الواحد مخلصين له الدين، وأنشأوا من جديد علاقتهم بالكون وعناصره، ولَحَدوا إلى الأبد ثقافة التعدّد والشرك.[50]
ومن المؤكد أن أبرز مكسب تحقق للبشرية بفضل نزول القرآن، هو تعديل رؤية الإنسان إلى نفسه، إذ أعاد القرآن موضعة الإنسان وأقرّ مركزيته في الكون، وجعله المستخلف في الأرض، وبهدا التعديل في مُسَلَّمات العقل البشري، تحول فكر الإنسان إلى طور الفاعلية والتحرر المسؤول، فلم يعد الإنسان خاضعًا لأرباب الوهم، أو للطبيعة الصماء، أو للعلل الخفية والأسباب المجهولة التي ظلّت تبلبل فكره وتؤرق روحه.. بل غدا الإنسان سيدًا لمصيره ضِمْنَ نطاق علاقة تديّن للخالق الأوْحد ربّ العالمين بالعبودية، وبذلك توفرت عوامل توحيد الرؤية الإنسانية إزاء الكون، وإزاء المصير المشترك، ورست دعائم الطمأنية للإنسان.. كما اتّضحت جليًّا محاذير عقيدة الكفر بالله، تلك العقيدة التي تجرّ حتما إلى أيديولوجية تأليه الإنسان (والهيمنة الفردية والجماعية). وإن عقيدة موت الإله التي تزعمها النتشوية مثلاً، والتي تتضمن عقيدة ربوبية الإنسان، هي تخريج معاصر لفكر تأليه المخلوق التي عاشتها الإنسانية في الأزمنة القديمة.[51]
ومعلوم أن العقل دينامية تفكيرية من طبيعتها تعميم ونشر مكاسبها من المعرفة والقبسات والاستنتاجات التي تتاح لها، دعما لمداركها، وتجديدا ليقينها ومسلّماتها، وهو ما تهيأ للعقل الإسلامي[52] بعد أن فاعلتْه تعاليم القرآن، إذ أطلقته من عقاله، فبات يسرح حرًّا في الآفاق، مستنير الأحكام، متثبتا في جنْي الاستنتاجات.
ذلك لأن القرآن العظيم يخدم روح الإنسان وفكره، فيطهّره من الشرك ويهيئه للتسديد السليم، ولم يتأتَّ للمسلمين الأوائل أن يفتحوا الامبراطوريات ويوطّنوا كلمة الله فيها، إلا لأن القرآن جدّدهم روحيًّا، وطبعهم فكريًّا ووجدانيًّا، فتهيّأوا على ذلك النحو لأنْ يكونوا ليسوا فحسب فاتحين، بل "هداة البشرية والمرشدين إلى الحضارة القرآنية"[53].
بآدابه وأخلاقه آخى القرآن بين الشعوب، ولحم أواصرهم، إنه "كتاب يقدح في أرواح من عشقه فكرة الحرية، ومفهوم العدالة، وروح الأخوة، والرغبة في مساعدة الآخرين، والعيش من أجلهم"[54].
ولا تفتأ الأطوار تكشف عن عظمة مبادئه وتساوقها مع روح الإنسان، مهما امتدّت بهذا الإنسان الارتقاءاتُ العلْمية والتدرجات المدَنية، ولا بدع أن نرى العصر الراهن كما يقول الأستاذ كولن قد بدأ يتّجه نحو القرآن بسرعة أكبر مما كنا نتوقع أو نتصوّر، وإن هذا التفتح الأممي على الإسلام، باتت مؤشراته لا تخفى على كل ذي عينين،[55] بل لقد بات الإقبال على الإسلام -وإن كان بعد بسيطا- يؤرّق أعداء الدين.
وإن من دواعي الانجذاب إليه -راهنا ومستقبلا- "أنه كتاب إرشاد، يَسير أمام الذين فتحوا أعينهم على الحقيقة بهدايته، ويأخذ بأيديهم ليسيح بهم وراء الآفاق، ووراء هذا العالم.. وينفح في الضمائر الطاهرة نفحات الخير في كل آن"[56]. فهو مدوّنة حقوقية سماويّة ترسي الحق الذي لا مكان معه لإجحاف؛[57] ومَضْبطةُ قيمٍ وأخلاق تستصفي السلوك، وتلجم الأنانية، وتكسر الغرور،[58] وتعلّم الإنسان كيف يكون متواضعًا ومؤاخيا للطبيعة وما يعمرها من أنواع الأجناس.. إنه كتاب جامع للكتب، مُقِرٌّ بنبوءة الرسل أجمعين.[59]
لقد "ربّى -إلى جانب أبداننا وأجسادنا- قلوبَنا وأرواحنا وعقولنا وضمائرنا، وهيّأنا لنكون إنسان المستقبل، بعد أن أرانا الذرى الموجودة وراء الشواهق المادّية والمعنوية"[60]. ولن نستكمل جهوزيتنا إلا بالاعتداد به، فنقرؤه ونتفكر فيه ونفيد منه مثل ما أفاد طلاّبه الأوائل،[61] إذ هو "كتاب يدعو إلى العلم والبحث العلمي، وإلى التأمّل، والى النظام في التفكير، وإلى قراءة كتاب الكون وفهْم أسرار الوجود"[62].
حقًّا "إن القرآن هو عيْن الإنسان للتفرّج على الخلود"[63]، وإن "حكمةَ تنْزيل القرآن هي إِنشاء نمط جديد من هذا الإنسان الحالي الموجود، والنفوذ إلى القلوب التي لا يمكن لغيره النفوذ فيها، وإنشاء حاكمية الإيمان فيها، وإظهار وتعيين طرق الخلود والبقاء أمام الإنسان الفاني.. وجعله يستطيع التفرج من نافذةِ قلبه ووجدانه على الخلود، وعلى السعادة الخالدة، وهو لم ينتقل بعد إلى العالم الآخر"[64].
هكذا تحددت نظرة الأستاذ كولن للقرآن، إذ اعتبره أهمّ مقومات بناء التفكير الإيماني الفعّال، وأبرز مرجعية تصقل تفكير كلِّ مَنْ يتفتح عليه ويغرس فيه روح الفطنة والنباهة والإيمان الذي لا تتهوّش معه الحياة ولا تفقد به المعاني الجوهرية دلالتها وقيمها.. ولذا راح كولن يحذّر من مغبة سوء تعاملنا مع القرآن، قراءةً وفهمًا وتطبيقًا؛ إذ لم ينحدر بنا إلى الهاوية إلا ما طرأ على فهمنا لنصوص الشريعة من تهاتف وتسطيح سافرين، حيث انتكست الذهنية الإسلامية وباتت تتلقّى مقررات التنزيل على أنها مجرّد سرديات بلا مقاصد أبدية.
تفاعل كولن مع روح القرآن باستنارة فكرية متجددة، ورأى فيه المحرك الأقدس الذي راعى مقتضيات الإنسان الآنية والمطلقة.
لقد تدارس نصوصه بوصفها مجاليَ قدسية حافزة للتدبّر العقلي، ومادة للتفتيق الفكري، تفتح معانيها وأساليب طرحها منافذَ الذهن، وتُقوِّي ملكات الاستقراء والتأمل. فالأستاذ كولن يؤمن بأن الله قد أوجد من خلال محكم تنزيله مدوّنة كتابية تثميرية، تتغذى بإدلاءاتها الروح، وتَترحَّبُ بمدلولاتها عوالمُ القلبِ، وتشرق بإيحاءاتها ومضمراتها شموسُ الوجدان، وتنمو بإيعازاتها طاقات الإنسان الفكرية، وتَنْشَطُ قابلياتُ الاستنارة العقلية، فتتّسع بذلك مداركُهُ في الاتجاه المنطقي الصحيح الذي يتأهّل به الإنسان للحياة العامرة بالمكارم والخيرات.
[1] وهو تعريف يقر للفقه بالشمولية والأسِّية.
[2] يبرر ميكيافللي فلسفته الذرائعية بكونها واقعية، مستمدة من استقراء الحقيقة الإنسانية والطبيعة الأنانية التي جُبل عليها الآدمي. وهي القناعة ذاتها التي تصدر عنها باقي ألوان الفلسفة الحسية المادية. النشوئية أو "الداروينية" مثلا، القائمة على منطق "البقاء للأصلح"، تنتمي إلى نفس الفلسفة الإنكارية التي تصدر عنها "النتشوية" والتي انتهت بعزل الله وموته، وكذا حفيدتها الفرويْديّة، إذ أحالت الأنشطة إلى غريزة الجنْس، حيث أن الليبدو -بحسبها- هو الذي يؤسس لفعل الخير (الإبداع) ولفعل الشر (الهدم) على سواء.
[3] الحس السليم ترجمة حرفية عن الفرنسية (Le bon sens)، ويقابلها عندنا في العربية "المروءة".
[4] الفقه الإسلامي يبطل عبادة التقليد.. ولا يسيغها إلا للأمّي الذي عجز عن أن يكتسب أسباب الاستنارة.
[5] سنرى كيف يرُوج استعمالُ هذا المصطلح (محركات) في فكر الأستاذ كولن، وهو مصطلح يوازي في بعض إفاداته مصطلحا غربيا هو "الميكانِزْمات". فالأستاذ بهذا التأصيل الاصطلاحي يسيّر في خط الأسلمة، أسلمة الفكر والمعرفة.
[6] الإحسان بالمفهوم الديني الإسلامي، يُقصد به بلوغ مقامية الكمال سلوكًا وبذلاً وتماهيا في روح العقيدة.
[7] رواه الإمام أحمد في المسند، ص:3109.
[8] النسبية.
[9] أضواء قرآنية في سماء الوجدان، فتح الله كولن، ص: 43.
[10] هذه هي تقريبًا رؤية كولن للمسار التنفيذي الذي يأخذه الفكر الفعّال وهو ينتقل من صعيد الذهن إلى صعيد التجسّد المرفقي.
[11] ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾(الإسراء:70).
[12] يقول الأستاذ كولن في سياق يقابل بين الإسلام وبقيّة الديانات التي انتهت بأن أصبحت مؤدلجة: "أما الدين الحق، فقد جاء برسالات البشرى التي تستجيب لكل مطالب الإنسان المخلوق للأبدية.. فالعقول السليمة والأفكار المستقيمة تقرّ أن لا إغفال ولا إحجام في هذا الدين عن رغبات الإنسان ومطالبه وأمانيه.." (راجع كتاب: ونحن نبني حضارتنا، ص:177).
[13] اللغة أيضا تحتوي وبشكل جذري، كيان الفرد الوجداني والعقلي، وكذلك الثقافة.
[14] اقرأ سفر أرميا مثلا، فستجد النبي أرميا يكيل الإدانات لليهود على ما حرّفوا وما بدّلوا من التوارة.
[15] لأنّها تَرى أنّ من يعظّم الوثن، ينطوي حتما على قابلية الإيمان، من جهة، فهو مستعد لعبادة الله الواحد؛ ولأنها ترى من جهة ثانية أن تنوير الوثَني من مسؤولية المسلمين، فلذا هي ترى التقصير في دَورها، قبل أن تراه ضلالاً في مسلك الآخر.
[16] تجسيدًا لمبدإ الاستخلاف في الأرض.
[17] يمكن القول إن المنهج التجريبِيّ الوضعانيّ انتهى عند حدّ القول بعلم اليقين، وعجز عن أن يمر إلى المستويين الباقيين لإكمال استيعابيته، وهما حقّ اليقين وعيْن اليقين كما يقول العرفانيون.
[18] لا شك أن مسائل الروح مسائل غير إثباتية، ولا برهانية، لكنها تعول هي أيضا على الوجاهة العقلية، والمقبولية المنطقية.
[19] وفي حقل النقد نذكر مثلا حازما القرطاجي.
[20] ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾(البَقَرَة:3).
[21] رواه مسلم في صحيحه، ص:46؛ والترمذي في سننه، ص:808؛ وأبو داود في سننه، ص:306؛ والنسائي في سننه، ص:1351؛ وابن ماجه في سننه، ص:321، والإمام أحمد في المسند، ص:2664.=
[22] نقصد ما اصطلح على تسميته "مفكر البرج العاجي"، أي المقطوع عن الحقيقة الواقعية، والشغوف بمقاربة الحقيقة الذهنية.
[23] مشتقّ من ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾(آلِ عِمْرَان:110).
[24] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:15.
[25] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:15.
[26] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:15.
[27] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:17.
[28] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:19.
[29] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:20.
[30] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:20.
[31] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:21.
[32] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:21.
[33] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:20.
[34] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:20.
[35] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:20.
[36] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:20.
[37] التفكير يلازم الأفعال، ويتم على نحو لاشُعوري حين يكون الفعل من طبيعة اعتيادية، ويغدو عملية تقويمية حين يعقب الفعل، ويكون استشرافا وتصوّرا مع الفعل المستقبلي أو أثناء الإنجاز.
[38] انظر: ونحن نقيم صرح الروح، فتح الله كولن.
[39] حيث جعلت من شعار ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ لازمة نصّية مركزية من لازمات المصحف.
[40] بخروجها عن الأخلاق التي تقارب بين الشعوب، وعن تعاليم التعايش الإنساني التي ضبطتها الكتب السماوية.. لأن محرّك المدنية الرأسمالية هو الكسب والاستغلال والتجبر، وبذلك تجد الإنسانية نفسها تمضي في طريق المواجهات والصدامات والحروب.. إذ بتقلص مساحة الانتفاع والهيمنة أمام المجتمعات الطاغية ستضطر إلى أن تتصادم فيما بينها، وفي ذلك ما فيه من الدمار الذي يلحق الإنسانية.
[41] هكذا شرح الأستاذ كولن قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(الحِجْر:9).
[42] ونحن نقيم صرح الروح، فتح الله كولن، ص:79.
[43] التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، فتح الله كولن، 1/43.
[44] التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، فتح الله كولن، 1/43.
[45] التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، فتح الله كولن، 1/45.
[46] التلال الزمردية نحو حياة القلب والروح، فتح الله كولن، 1/46.
[47] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:59.
[48] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:59.
[49] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:59.
[50] مصير الديانات التعددية التي لا تزال حيّة إلى اليوم، آيل إما إلى التحول أو إلى الانقراض. والإنسان المعاصر، وإن اعتقد أن العلوم والتقدّم التكنولوجي، وما سيظهر من مناهج ابتكار، ستحرّره من الدين، إلاّ أن المؤكد أنه لن يقدر على العيش بدون إيمانٍ توحيديّ، وهو مهما شرد عن التوحيد، وزاغ عنه باغتراره، فإنه لا محالة يرجع إلى الدين، لأن الفتوح المستقبلية لن تزيد الإنسان إلا يقينا بوجود رب العالمين.
[51] كما هو حال عقائد المصريين القدامى مثلا.
[52] وتهيأ أيضا للعقل الإنساني بعامة، إذ الاستنارة العقلية التي ميّزت المنهج الإسلامي في العصور الأولى للازدهار الحضاري، قد تخطت الجغرافية إلى مجتمعات وأمم أخرى، وأقرّت فيها. ولعل أوروبا مثال لذلك التأثر.
[53] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:62.
[54] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:60.
[55] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:50.
[56] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:60.
[57] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:60.
[58] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:61.
[59] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:61.
[60] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:61.
[61] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:61.
[62] ترانيم روح وأشجان قلب، فتح الله كولن، ص:61.
[63] أضواء قرآنية في سماء الوجدان، فتح الله كولن، ص:183.
[64] أضواء قرآنية في سماء الوجدان، فتح الله كولن، ص:161.
- تم الإنشاء في