سنمضي في مسيرتنا نحو عالمنا المنشود...
على الدرب سائرون.. ونحوَ عالمنا المنشود بفضل الله ماضون.. العِلمُ كالإيمان عندنا، والعبادة قرينة الفكر، والأخذُ بالأسباب أجنحةُ التوكّل، والأملُ طاقةٌ للحركة، والصبرُ رفيقُ الدَّرب، والنِّقَمُ والنِّعَمُ سواء، وكذاك هي وعطايا الابتداء؛ فابتداؤه لنا بنعَم غير متوقعة توقيعٌ وتصديق على مصداقية منهلنا الأصيل.
على الدرب سائرون.. وهو سبحانه وتعالى من يكلؤنا ويرعانا دَومًا، بتجلّيات نورانية ذات أبعاد أخروية، وبأثيرٍ حسّاس يلتقطُ أحسنَ الحديث دون أن تشُوبَهُ آذانُنا بشائبة، وبإلهاماتٍ اصطبغَتْ بحِكَم سرائرنا.. واثقون من أنهه تعالى لن ينسانا، ولن يدَعنا في الدرب وحدَنا، هذا إنْ لم نقطع ما بيننا وبينه من صلة المخلوق بالخالق، ولم نقع إبّان نظرتنا لهباته ونِعَمه في إسار الإلف والاعتياد؛ فبهما يغدو وجه النعم شاحبًا، وتذهب نضارتها وغضارتها.
على الدرب سائرون... نبحث عن جيل مستنير مشرق يَعِدُ الدنيا بالجديد، نصطنعه لرسالتنا من بين عصرٍ وَهَنَ أهله وصاروا غُثاء.
على الدرب سائرون.. لا نشوّه سمعة أحد، ولا نلوّث ولا نُهين، نخطط في ضوء الحَرَاك والإنتاج، وننشط في حركتنا وأنشطتنا نشاط فِرَق الإنقاذ، لا تصدُّنا عثرات الدروب، ولا تَعُوّقنا عقباتها، حتى نُقدّم للإنسانية قومًا سَفْرًا قال الله تعالى فيهم: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا﴾(الْحِجْر:47).
سنمضي في مسيرتنا نحو عالمنا المنشود...