"الخلق" كما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية
قبل استعراض الآيات المتعلقة بالخلق، سنلقي نظرة مختصرة على الهوية الإعجازية للقرآن فنتناول بعض الآيات القرآنية في هذا الصدد. إن القرآن الكريم ذا البيان المعجز هو الذي يجب أن يتكلم وهو الذي يجب أن يصدر أحكامه ويختم الموضوع بختمه. والقرآن بآياته التي لم تُفهم حق الفهم إلا مؤخراً يشير إلى الأفق الأخير لما يستطيع العلم بلوغه، وسيجد العلم عندما يتقدم في أي ساحة من ساحاته راية القرآن وهي ترفرف في الأفق البعيد لتلك الساحة، ومن المحتمل أنه في بعض الساحات لن يستطيع بلوغ تلك الراية. ولكي تتوضح المسألة أرى من المفيد أن أورد بعض الآيات:
1- ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾ (النحل: 66).
تعد الحيوانات أمارة من أمارات وجود الله ووحدانيته، والله جل جلاله يسقينا هذا الحليب -الذي يعد غذاءً كاملاً- ويستخلصه من بطون الأنعام من خلال الدم والروث. وقد ثبت علمياً أن الغذاء الذي يتناوله الحيوان يتم هضمه في المعدة وفي الأمعاء، وأن الفضلات تبقى في الأمعاء ريثما يتم طرحها خارجاً، وأن الدم الذي يتكون من الهضم يمتص من قبل بعض الغدد ويرسل إلى الأوعية الدموية. وهكذا تتم التصفية الأولية، وبعد ذلك يتحول جزء من الدم الآتي إلى الغدد الحليبية إلى غذاء لخلايا هذه الغدد، ويتحول الجزء الآخر إلى حليب.
وقد أثبت العلم الحديث أنه لكي يتحول ما يأكله الحيوان إلى حليب يجب أولاً هضمه في المعدة ثم تصفيته من الفضلات والروث، ومن ثم تصفيته وترشحه من الدم. والتعبير القرآني هنا (من بين فرث ودم) يعني أن الغذاء يتحول إلى حليب بعد عمليتين من التصفية في الروث وفي الدم. وقد كان من المستحيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف هذا الأمر -الذي أخبر به من قبل الله تعالى- قبل 14 قرناً، فهذا شيء علّمه إياه القرآن الكريم المنـزل من قبل الله تعالى.
2- ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِين لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنعام: 125).
يقوم القرآن بشرح حال الغارق في مستنقع الكفر والضلالة، الذي قد ضاق صدره فلا يستطيع الخلاص من تعاسته وضيقه، ويعطي القرآن هنا مثالا لمثل هذا الشخص الذي يضيق صدره كلما ذُكر الدين والإيمان، أي يشرح شيئا مجهولاً بشيء معلوم فيقول: "أتدرون ماذا تشبه حال الشخص الذي ضاق بكفره والذي يدخل في دوامة من الاضطراب والضيق كلما ذُكر الدين أو الإيمان؟" ثم يصور حال مثل هذا الشخص فيقول بأنه يشبه حال من أجبر على الارتفاع في السماء. ولا يقول القرآن أنه "يصّعّد في جبل" بل يقول إنه "يصّعّد في السماء". ولم يكن الصعود في السماء مألوفا حتى وقت قريب، كما لم يكن معروفا من قبل أن تنفس الإنسان يصعب كلما صعد في السماء بسبب قلة الاوكسجين. والقرآن يقوم قبل 14 قرنا بسرد هذه الحقيقة عند ذكره مثالا حول الإيمان.
3- ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْـزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ﴾ (الحجر: 22).
فهم بعض المفسرين القدامى هذه الآية فهماً جيداً وبالمستوى اللائق. فمثلاً عندما يقوم ابن جرير الطبري الذي عاش قبل 11 قرناً (الوفاة هـ311/923م) بتفسيرها يذكر شيئاً يشبه الكرامة. فهو يذكر أولاً ما قاله ابن عباس عندما سُئل: ما المراد من قوله تعالى ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ (الحِجر: 22)؟ ثم يضيف قائلاً: "تقوم الرياح أولاً بالتلقيح في عالم النباتات ثم تقوم بتلقيح السحب".[1]
ولكن أكثر المفسرين الذين أتوا بعده، وحتى المفسرين في القرن العشرين لم يستطيعوا أن يروا هذا المعنى في هذه الآية فاقتصروا على ذكر دور الريح في تلقيح النباتات، بينما تقوم هذه الآية بعد ذكر خاصية الرياح في التلقيح بذكر المطر مباشرة.
إن رؤية ابن جرير لقصد القرآن هنا شيء يستحق التقدير حقاً. لأن كون السحب ذات شحنات كهربائية، وقيام الرياح بسوق هذه السحب والتقاء الشحنات السالبة والموجبة في السحب وتكونها دائرة كهربائية قصيرة التي تؤدي إلى انهمار الأمطار من الإكتشافات العلمية الحديثة. وكما أخبر القرآن هذا الأمر قبل 14 قرناً فقد فهم ابن جرير هذا المعنى قبل 11 قرناً فتحدث عن قيام الرياح بتلقيح السحب.
ثانياً إن كلمة "لواقح" الواردة في الآية تأتي من فعل "لقح، يلقح". إذن فهناك ثنائية الموجب والسالب والذكورة والأنوثة في النباتات وفي السحب، حيث لا يتم التلقيح إلا بينهما. وهذا أيضاً ما أخبر به القرآن قبل 14 قرناً. ثم إن القرآن ذكر في آيات عديدة أن كل شيء قد خلق زوجين اثنَين.[2] وهذا معجزة أخرى للقرآن.
4- ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِن خِلاَلِهِ وَيُنـزلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ ْ وَيَصْرِفُهُ عَن مَن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِاْلأَبْصَارِ﴾ (النور: 43).
تستعرض الآية تراكم السحب وكيف أنها تبدو مهيبة كالجبال. ولم يكن في وسعنا أن نعرف قبل استعمالنا للطائرات وصعودنا للسماء بأن السحب تبدو كالجبال. والآية الكريمة تتحدث عن سقوط الأمطار من بين السحب ولكن الأمر الذي اريد الوقوف عنده هنا هو التعبير الآتي: ﴿وَيُنـزلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ﴾، لأننا ونحن في الطائرة عندما ندخل داخل سحب تدعى "سحب الأعاصير" نحس بوجود قطع جليدية بين السحب، وهذا أمر يعرفه الطيارون جيداً. وإذا اصطدمت هذه القطع بجناح الطائرة قد تثقبه. ويذكر القرآن وجود المطر بين السحب التي تشبه الجبال ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِن خِلاَلِهِ﴾ وكذلك وجود البرد فيها ﴿وَيُنـزلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ﴾ أي أن جزءً من البرد فقط هو الذي ينـزل، وليس كله. ومقابل إخبار القرآن بهذا قبل 14 قرناً لم يكن العلم يعلم حتى الأمس القريب أن السحب تبدو كالجبال، ولا أن بعض السحب تكون سحب الأعاصير، وأنها تحتوي على قطع جليدية، ولا أن بعض هذه القطع تسقط وبعضها تبقى هناك.
5- ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ (الذاريات: 47).
في عام 1922م قدم العالم الفلكي هوبل كشفاً هدية لدنيا العلم، وهو ما دُعي بـ"مُعامل هوبل". كان هذا الكشف يتعلق بظاهرة قيام المجرات بالابتعاد عنا بنسبة وبسرعة معلومة. ثم فسر العالم الرياضي البلجيكي "لاماتري" هذا الأمر بأنه "توسع المكان". فمثلاً إن كانت المجرة الموجودة في برج الدلو تبتعد عنا بسرعة كذا من الكيلومتر في الدقيقة، فإن مجرة أخرى أكثر بعداً عنا تبتعد بسرعة أكبر. ويتم قياس هذه السرعات عن طريق تحليل طيف تلك المجرة ومدى انحرافه نحو الأحمر.
ثم اعترف علماء مشهورون آخرون مثل "جيمس جينـز" و "أدنجتون" بأن المكان – أي الكون - يتوسع، وبدأوا يدافعون عن هذا الاكتشاف. ومال آنشتاين إلى هذا أيضاً. وسواء أكان هذا التوسع عن طريق ابتعاد المجرات بعضها عن بعض أم كان حسب قول آنشتاين "أن هناك عوالم تتشكل في أماكن لا نستطيع معرفتها"، أي أن هناك توسعاً غامضاً لا ندرك كنهه... سواء أكان هذا أم ذاك فالأمر سيان.
والآية هنا لم تربط السماء بأي سبب من الأسباب، بل ذكرت بأن الله تعالى هو الذي بناها وخلقها، ثم أردفت الآية بجملة اسمية ﴿وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾. والجمل الفعلية في اللغة العربية تفيد التغير والتجدد، بينما الجمل الاسمية تفيد الثبات والاستمرارية. والجملة هنا إسمية أي تفيد استمرارية التوسع وثباته. وقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة العلمية حول توسع المكان- مثل غيرها من الحقائق العلمية الأخرى- قبل 14 قرناً.
وبعد الإشارة إلى بعض الحقائق العلمية الموجودة في القرآن، وإلى إعجاز القرآن في هذا الصدد، نستطيع الانتقال إلى حقيقة الخلق الواردة في القرآن.
حقيقة الخلق في القرآن
سنشير من القرآن الكريم -الذي يعد معجزة من أوّله لآخره- إلى أربع آيات فقط حول منشأ الإنسان لنختم هذا الموضوع. ولكن نرى من المفيد أن نورد تقويماً عاماً حول الآيات المتعلقة بالخلق في القرآن.
إن الآيات المتعلقة بخلق سيدنا آدم عليه السلام مثلما تتناول هذه المسألة من ناحية القدر، تتناولها أيضاً من ناحية مراحل الخلق مرحلة فمرحلة. كما يتناول القرآن -كما ذكرنا من قبل- المراحل التي يمر فيها الجنين في رحم أمّه. أي أن القرآن الكريم يتناول المراحل التي يمر منها جنين كل إنسان -بعد آدم عليه السلام- بعد قيام نطفة الذكر بتلقيح بويضة الأنثى حتى وصوله إلى إنسان كامل وسوي. وهو يتناول أحياناً منشأ الإنسان الأوّل وخلقه بجانب شرح مراحل تطور الجنين، ويتناولهما أحياناً بالشرح كلاً على حدة. فعلى المستوى المادي كان التراب مادة الخلق الأولي في المرحلة الأولى للإنسان الأوّل وللناس الذين جاءوا من بعده، ثم من طين رخو ملتصق، ثم من سلالة مصفاة من هذا الطين (سلالة من طين) ثم من حمأ مسنون، أي من طين أسود مهيأ للتفسخ ليتحول إلى الهيكل الإنساني، والذي رُسم له طريق وهدف معين، ثم من طين مفخور يرن، أي من صلصال:
هذه المواد تومئ إلى المراحل التي تشكل فيها الإنسان. والمراحل التي يعيشها الجنين في رحم أمّه مشابهة لهذه المراحل. ولا يهم إن كان عدد هذه المراحل أربع أم ست مراحل، لأن من الممكن إرجاع بعض هذه المراحل لبعض. ولكن المهم هنا أن هذا الحساء الترابي بمواده الأوّلية شكل أساس خلق الإنسان مرحلة فمرحلة. ولا شك أن لعنصر الماء دوراً كبيراً في تحويل التراب إلى حساء للمعادن أو إلى حساء بروتيني. ويوضح القرآن هذا الحساء في قوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا اْلإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍٍ مِنْ طِينٍ﴾ (المؤمنون: 12). وتشير الآية: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (الأنبياء: 30) إلى أهمية الماء. والظاهر أن اتحاد الماء مع التراب يشكل مرحلة أخرى مختلفة.
ثم تأتي بعد هذا مرحلة التشكيل وإعطاء صورة خاصة للإنسان، حيث تشير الآية : ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا اْلإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾ (الحجر: 26) إلى هذا الأمر. ثم تأتي مرتبة "التسوية"، أي وضعه في توازن تام بكامل هيأته: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ (الحجر: 29).
وبهذه المرحلة الأخيرة ظهر في الكون موجود ومخلوق جديد يملك مع مادته معناه وروحه بشكل متداخل ومتمازج... مخلوق جديد يملك مع بدنه المتناسق الكامل عمقاً روحياً. وحتى وصول الإنسان إلى هذا المستوى مر من المراحل التالية (مهما كانت حقيقة المعاني الحقيقية لهذه الكلمات ومحتواها): تراب فطين، فسلالة من طين، فطين لازب، فحمأ مسنون، فصلصال، ثم شرّفه الله تعالى بأن نفخ فيه من روحه وجعله خليفة وكرّمه وجعله من أشرف المخلوقات. ودامت هذه المراحل حول هذه الخصائص الإنسانية عند الذين جاءوا من بعد الإنسان الأول. ويمكن تأمل ومشاهدة التداعي الموجود بين المبدأ والحالة المستمرة بكل متعة.
إن المغامرة الإنسانية لبني آدم في المجيء إلى الأرض وتشريفهم لها، والتي بدأت بخلق إعجازي لسيدنا آدم وأمّنا حواء عليهما السلام، أصبحت تبدو وكأنها أمر من الأمور العادية، وذلك لكي يكون هناك حجاب وستار للأفعال وللشؤون الالهية، وستستمر هكذا.
والغاية الأصلية من استمرار الحياة في الأرض -التي خلقها الله تعالى والتي يرغب الإنسان في استمرارها ويدعو لذلك- هي معرفة الله جل جلاله والعبودية له. فالله تعالى هو الذي وهب له الإرادة والشعور والعقل والقلب وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً، وتجلت إرادته في جعل آدم محراباً.[3] لذا كان على هذا الإنسان أن يعلم -تجاه هذه المشيئة الإلهية- أن عليه القيام بوظيفة معرفة خالقه وتعريفه للآخرين، وحبّه وتحبيبه، لكي يوفي بجزء من الشكر الواجب عليه حيال من جعله في أحسن تقويم.
والآن لننتقل إلى الآيات القرآنية المتعلقة بالخلق:
1- ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ﴾ (البقرة: 35).
يقول لنا القرآن حول هذا الأمر الذي جاء في مواضع متعددة منه مع بعض التقديم والتأخير في بعض الكلمات ما يأتي: "لقد قلنا لآدم أقم أنت وزوجك في الجنة واتخذاها مسكنا لكما، وتمتعا بما فيها من نعم".
ولو كان التطور صحيحاً ومتحققاً لما بدأ القرآن بتناول الظهور الأوّل للإنسان بالحديث عن آدم وحواء (عليهما السلام). ولو فرضنا للحظة صحة ما يدعيه التطوريون لما أهمل القرآن الإشارة إلى هذا الأمر مطلقاً نظراً لأهميته الكبيرة من زاوية الوجود ولا سيما من زاوية الأحياء. ولو كان التطور -حسبما يتصور بعض البسطاء والسذج- هو أسلوب الخلق عند الله تعالى وستاراً لإجراءات الله تعالى في خلق الحياة لتناولت بعض الآيات هذا الأمر مراراً وذكرته وأشارت إليه. بينما يبدأ القرآن في موضوع الإنسان من آدم وحواء مباشرة، ولا يشير للتطور لا من قريب ولا من بعيد.
وقد زعم بعضهم أن الآية الأولى من سورة الدهر ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً﴾ (الإنسان: 1) تشير إلى التطور، بينما تشكل هذه الآية دليلاً معاكساً للتطور لأنها تشير إلى أن وقتاً طويلاً قد مر دون أن يكون هناك أي إنسان. وقد فهم بعض من أحسوا بهزة أمام الدعاية التطورية القوية من هذه الآية بأنه كان هناك أثر ضئيل للإنسان في العهود السابقة السحيقة، ولكنه لم يكن بعد إنساناً متكاملاً. وحتى لو كان هذا هو المعنى فهذا يشير إلى أن الإنسان كان موجوداً في العلم الالهي وفي خطة القدر، ولا علاقة لمثل هذا الوجود بالوجود البيولوجي. وإذا نظرنا إلى الموضوع من زاوية أخرى وقلنا بأن الإنسان هو نواة الكون، فهذا أمر يرجع إلى ماهية الإنسان. ثم إن النواة قبل الوجود وقبل شجرة الوجود. وهذا ينقض التطور من أساسه.
2- ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون﴾ (آل عمران: 59).
عندما بدأ الناس يقعون في شك تجاه خلق عيسى عليه السلام وولادته من غير أب، قام القرآن بإيضاح هذا الأمر، كما فتح نافذة أخرى حول خلق الإنسان الأول. أي كما لم تتحقق ولادة السيد المسيح عليه السلام ومجيئه إلى الدنيا بشكل عادي (أي حسب القوانين السارية على الجميع)، بل جاء بمعجزة إلى الدنيا من غير أب، فهذا أمر يجب ألا يدهش أحداً، لأن آدم عليه السلام جاء أيضاً إلى الدنيا بمعجزة. هذا علماً بأن آدم عليه السلام لم يكن له أم كذلك. إذن فالله تعالى يفعل ما يشاء وكيفما يشاء، وهو قادر على كل شيء. ولكن لكي نفهم إجراءاته، ولكي نستطيع إدامة حياتنا في هذه الدنيا فقد خلع على إجراءاته لباساً من الأسباب والقوانين. وهكذا بدت الحوادث ظاهرياً وكأنها مطردة على نسق واحد ومستديم. ولو كان العكس لما كانت هناك حياة. ولكنه يقوم أحياناً واستناداً إلى حكمة وسبب معين بخرق هذا الاطراد. ونحن نطلق على هذا اسم "المعجزة". وهكذا فإن خلق عيسى وآدم عليهما السلام من ضمن هذه المعجزات. فلم يكن هذا الخلق -كما يدّعي التطوريون- مرتبطاً بمرحلة معينة أو بقانون أو تكيف أو بطفرات معينة.
يقوم القرآن في أحيان كثيرة بضرب الأمثال والتشبيهات للحقائق المجردة أو المتشابهة التي يصعب فهمها. وعند القيام بالتشبيه يجب أن يكون هناك تقارب بين المشبه والمشبه به بحيث يجوز ضرب المثل من أحدهما للآخر. فالذين لا يريدون الإيمان بولادة عيسى عليه السلام دون أب، عليهم أن يتأملوا خلق آدم عليه السلام، فلم يكن لآدم أيضا أب، بل لم يكن له أم أيضاً. فمن يؤمن بهذا لا يمكن ألا يؤمن بمثال عيسى عليه السلام.
إذن فالناس كانوا يؤمنون بخلق آدم عليه السلام من قبل الله تعالى كمعجزة حتى ظهور نظرية التطور، فقام القرآن استناداً إلى هذا بضرب مثال خلق آدم عليه السلام. لأنه لا يمكن شرح مجهول بمجهول آخر، بل بمعلوم. ففي التاريخ الإنساني كان الناس يؤمنون بآدم عليه السلام ويعدّونه أباً للإنسانية كلها. كما تناول تاريخ الأديان آدم عليه السلام على هذا الأساس حتى ظهور دارون، ولم يشذ أحد عن هذا. وبعد دارون بدأ بعضهم بتقديم بعض الأحياء كالقرد والنسناس سلفاً وجدّاً للإنسان. وهذه الآية تذكر بشكل واضح لا لبس فيه بأن آدم عليه السلام هو أبو البشرية وأنه خُلق من قبل الله تعالى بشكل إعجازي.
3- ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين﴾ (الحجر: 28-29).
وتشرح هذه الآية أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام من تراب، ومن طين... من طين بدأ بالتعفن وأعطي له شكل معين (حمأ مسنون)، ثم يبس هذا الحمأ المسنون فأصبح صلصالاً. فالإنسان مخلوق من هذا الصلصال الذي أعطي له شكل إنساني، ونفخ فيه روح إلهي. وهناك حديث شريف يذكر بأن آدم خلق من جميع تراب الأرض، أي كأنه ترشح من جميع عناصر الأرض. وربما كان القصد من "الحمأ المسنون" الوارد في الآية حساء من البروتين أو معجون من البروتين. وقد يكون هذا الترشح والتصفية وراء إسم آدم عليه السلام: "صفي" أو "صفي الله".
وعندما نتأمل هذه الآية والآيات السابقة التي أوردناها، نرى أن آدم عليه السلام لم يُسند إلى أي منشأ آخر خارج التراب والماء، أي خارج عناصر الأرض، وأنه لم يمر بمراحل تطورية من دود إلى ضفدع وطائر وحصان وقرد. فكما أن كل إنسان مخلوق من ماء مهين، أي من نطفة تقوم بتلقيح البويضة في رحم الأم ثم يمر الجنين بمراحل عديدة، وينفخ فيه الروح في مرحلة معينة منها، وكما أن الوجود المادي للإنسان يستند إلى العناصر الآتية من الهواء والماء والتراب، فالله تعالى خلق آدم عليه السلام على نفس النمط من العناصر المترشحة من هواء وماء وتراب الأرض، لكي يشكل هيكله المادي، ويعين ماهيته المستقلة، ثم نفخ فيه من روحه في إحدى هذه المراحل، ولكن دون أب ولا أم.
والحقيقة أنه كما يذكر القرآن حول خلق عيسى وآدم عليهما السلام خلقاً إعجازياً، أحدهما دون أب،[4] والآخر دون أب ودون أم، ويشير إلى العلاقة الموجودة بين كلا الخلقين من زاوية الإعجاز، كذلك نرى عدم وجود فرق كبير بين خلق آدم عليه السلام -إذا استثنينا خلقه دون أب ولا أم- وبين خلق من جاءوا بعده. ففي كلتا الحالتين استند الخلق إلى عناصر الهواء والتراب والماء، ففي إحداهما انقلبت هذه العناصر إلى نطف في صلب الأب وبويضة في رحم الأم، وفي الأخرى تحولت إلى حياة في موضع ومكان قام مقام رحم الأم.
4- ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ (النساء: 1).
يقول القرآن بأن جميع الناس يرجعون إلى "نفس واحدة"، ويرفض رجوعهم إلى سلسلة من الآباء. ويجب هنا تقويم تعبير النفس الواحدة التي خلق منها زوجها حسب الشرح الذي أدرجناه في الهامش،[5] وكذلك حسب الحقيقة الواردة في عدد من آيات القرآن حول خلق كل شيء زوجين اثنين. فليست هذه النفس الواحدة، وليس زوجها التي خلقت بالماهية الإنسانية نفسها حلقة من حلقات تسلسل ما، فهو أب لنوع خاص، وزوجه أم النوع نفسه.
بعض الآيات القرآنية حول الخلق
- ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا اْلإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ (المؤمنون: 12)
- ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ (الأنبياء: 30)
- ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ (ص: 71-74).
- ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً﴾ (الفرقان: 54).
- ﴿وَاللهُ خَلَقَكُم مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً﴾ (فاطر: 11).
- ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ (الأنعام: 2).
- ﴿وَهُوَ الَّذِيَ أَنْشَأَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا اْلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُون﴾ (الأنعام: 98).
- ﴿ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَاْلأَبْصَارَ وَاْلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ﴾(السجدة: 7-9).
- ﴿خَلَقَ اْلإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ (الرحمن: 14).
الخلق كما ورد في الأحاديث الشريفة
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء".[6]
2- وكما هو واضح في الحديث فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يربط خلق حواء بأي عملية تكاملية أو تطورية.[7] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أباكم آدم عليه السلام كان كالنخلة السحوق ستين ذراعاً".[8] يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل واضح لا يدع مجالاً لأي تأويل آخر بأن آدم عليه السلام هو أبو الإنسان الأول.
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض. فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب".[9] كما يفهم من هذا الحديث فإن منشأ وأصل آدم عليه السلام كأنه من معجون مركب مأخوذ من جميع أرجاء الأرض. فالله تعالى قام بمثل هذا التركيب وخلق منه آدم عليه السلام.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله عز وجل آدم تركه ما شاء الله أن يَدعَه فجعل إبليس يُطيف به ينظر إليه فلما رآه أجوفَ عرف أنه خَلْقٌ لا يَتَمالَك".[10]
لا نعثر في هذا الحديث على أي عبارة توميء لا من قريب ولا من بعيد إلى التطور. فالشيطان تأمل هيكل آدم عليه السلام وهو في مراحل الخلق ورأى فيه فجوات كثيرة، وتوصل إلى نتيجة أن الإنسان مخلوق لا يستطيع السيطرة على نفسه. وهذا أمر في غاية الأهمية، فكما هناك علاقة بين قلبنا البيولوجي وقلبنا الذي يعد مركز حياتنا الروحية والمعنوية، كذلك فمن المحتمل وجود علاقة شبيهة بين البنية المادية للإنسان وبين خُلقه وطباعه. والحديث ينبه إلى الضعف الموجود في طباع وخُلق الإنسان، وإلى مشاعر الحقد والطمع والشهوة والغضب والمكر، التي إن لم تتم تربيتها قادت الإنسان إلى الهلاك الروحي والمعنوي.
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما نفخ الله في آدم الروح فبلغ الروح رأسه عطس فقال: الحمد لله رب العالمين فقال له تبارك وتعالى: يرحمك الله".[11]
نقرأ في البخاري الرواية الآتية: "خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً ثم قال له: اذهب وسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن".[12]
وكما هو واضح في هذه الرواية فإن آدم عليه السلام لم يكن استمراراً لمخلوق آخر، بل كأول مخلوق، فعندما نفخت فيه الحياة عطس، وعندما عطس قال: "الحمد لله". إذن فلم يكن حتى ذلك الحين قد تنفس، ولم يكن قد تكلم بعد كلمة ولم يكن قد خوطب من قبل أحد، ولم يكن هناك أي مخلوق إنساني بعد. أي أن الإنسانية بدأت بآدم عليه السلام.
6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة جُرْداً مُرْ داً بيضا مُكحلين أبناء ثلاث وثلاثين سنةً على خلق آدم ستون ذراعاً في عَرْض ِ سبع أذرعٍ".[13]
الذراع هي المسافة بين أطراف أصابع الإنسان حتى مرفقه، وكان طول آدم عليه السلام ستون ذراعاً، وبعرض سبع أذرع من ناحية المنكبين.
الخلق كما ورد في الكتاب المقدس
ولنذكر هذا بشكل مختصر وبآيتين من باب التكوين في التوراة:
«خلق الله الرب آدم من تراب الأرض، ونفخ في أنفه نفحة الحياة فأصبح آدم مخلوقاً حياً".[14] ويتناول خلق حواء على وجه الأرض: "لم يكن حسناً بقاء آدم وحيداً، عليّ أن أصنع له معاوناً... وقام الإله الرب بوضع نوم عميق على آدم، فنام آدم فأخذ ضلعاً من أضلاعه وملأ مكانه لحماً، وصنع الرب من الضلع الذي أخذه حواء وجلبها لآدم".[15]
أجل!... إن الكتاب المقدس، وجميع الكتب الإلهية تذكر ما ذكره القرآن من أن الإنسان الأوّل خلق من قبل الله تعالى، ومن عناصر الأرض. ويؤمن بهذا جميع منتسبي الأديان. أي لا يوجد هنا تطور بالمعنى الذي قصده دارون، ولم يأخذ الإنسان شكله الحالي عن طريق التطور.
بعض الآيات القرآنية حول الخلق
[1] جامع البيان للطبري، 14/19-22.
[2] أنظر: يس: 36؛ الذاريات: 49.
[3] إشارة إلى أن الله تعالى أسجد ملائكته لآدم عليه السلام. (المترجم)
[4] نظرا لكون الرجل هو الذي يلعب الدور الرئيسي في عملية التناسل، فإن الإعجاز الأصلي هو الخلق دون أب. و "النفس الواحدة" الواردة في القرآن الكريم (النساء: 1) والتي جاءت منها البشرية جمعاء تشير إلى آدم عليه السلام في أكثر الأقوال. لذا يتم إرجاع البشرية عادة إلى آدم عليه السلام.
[5] انظر: الهامش السابق
[6] البخاري، الأنبياء 1؛ مسلم، الرضع 61-62؛ سنن الدارمي، النكاح 35؛ الإمام أحمد بن حنبل، المسند 5/88.
[7] في موضوع خلق حواء (عليها السلام) من ضلع آدم عليه السلام انظر إلى: "أسئلة العصر المحيرة" للمؤلف.
[8] تاريخ دمشق لابن عساكر 7/404-405. وانظر كذلك: البخاري، الإستئذان 1. من الطبيعي أن يكون هذا هو قامة الإنسان في ذلك العصر الذي كان سطح الأرض مغطى بالغابات، ولم يكن بنو الإنسان بالعدد الكافي للانتشار في أرجاء الأرض. وبما أن شروط وظروف الإقليم وطبيعة سطح الأرض هي التي تؤثر في طول أو في قصر قامة الإنسان، فإن كثافة عدد السكان تؤدي إلى قصر القامة. ولكي ندع باب التفسير واسعاً نقول بأن ابن خلدون يرى أن القامة المذكورة لآدم عليه السلام هي قامته عندما كان في الجنة. والله أعلم.
[9] الترمذي، تفسير السورة 1- 2؛ أبو داود، السنة 16؛ المسند للإمام أحمد بن حنبل 4/400 - 406.
[10] المسند للإمام أحمد بن حنبل 3/152.
[11] موارد الظمآن للهيثمي 1/508؛ الصحيح لابن حبان 14/37، 41.
[12] البخاري، الإستئذان 1؛ الأنبياء 1؛ مسلم، الجنة 28؛ الترمذي، تفسير القرآن 94؛ المستدرك للنيسابوري 1/132.
[13] المسند للإمام أحمد بن حنبل 2/295، 343، 415.
[14] الكتاب المقدس/التوراة، التكوين 2/7.
[15] الكتاب المقدس/التوراة، التكوين 2، 18، 21-22.
- تم الإنشاء في